الجمعة، 14 مايو 2010

قراءة في ليتورجيا عيدي " الصعود والعنصر’".. بقلم: الأب بسّام آشجي


غياب المسيح دعوة الشهادة له.. قراءة في ليتورجيا عيدي الصعود والعنصرة..

بقلم: الأب بسّام آشجي


مقدّمة

إن قصة المسيح لم تنتهِ بموته أو حتى بقيامته، ولن تنتهي بعد صعوده إلى السماء. بل تعيش الكنيسة حضوراً جديداً للمخلص حتى في غيابه. فينسكب الروح القدس عليها في العنصرة، لتُعيد، بإصغاءٍ مرهف لنداءاته، قراءة المُعطى الخلاصي كاملاً. بحيث ترتبط أحداث تاريخ الخلاص كافةً، وقد تتوجت بصعود المسيح إلى السماء وبعثه روحه القدوس. فتهتف إليه، وقد تكسّر الزمن فيها متواصلاً إلى الأبدية، وانفتح المكان مبعثراً نحو عمق السماء: " لقد ولدت كما شئت، وظهرت كما أردت، وتألمت بالجسد يا إلهنا، وقمت من بين الأموات واطئاً الموت بالموت، وارتقيت بمجدٍ يا مالئ الكل، وأرسلت إلينا الروح الإلهي، فنسبح ونمجد لاهوتك". وتؤكد الكنيسة أن حدث المسيح بمجملته يهدف لتأليه الإنسان: "يا رب بنزولك أبدت العدو، وبصعودك رفعت شأن الإنسان". هكذا تتأمل الكنيسة مجدداً "سر المسيح" في غيابه، فهلمَّ نتأمل معها:

المسيح هو إيليا الجديد

تتلو الليتورجيا المارونية عشية عيد الصعود المقدس قصة النبي إيليا الحي، وكذلك تفعل الليتورجيا الأرمنية، لتشاهدا من خلالها المسيح كأنه إيليا جديد يصعد إلى السماء، كما يفسر القديس نرسيس شنورهالي . وهذا ما ينسجم أيضاً مع شرح علماء الكتاب المقدس المعاصرين لنصي الصعود. وتُبرز أيقونة عيد الصعود السريانية هذهالحقيقة، فتصوِّر المسيح ممتطياً سحابة نارية، كإيليا النبي صاعداً إلى السماء. وكما منح إيليا تلميذه أليشع رسالته النبوية في غيابه، يمنح المسيح في صعوده تلاميذه أن يبشروا برسالته الخلاصية، حيث يمثلون سر حضوره الجديد.

صعود المسيح كمال تأليه الإنسان

إن أنسنة المسيح علامةً لتأليهنا.. تبلغ هذه الحقيقة عمقها في صعود الإنسان بيسوع المسيح إلى السماء، يقول مار نرساي الكلداني في ذلك: "لقد بلغ جنسنا العلاء الكبير من الألوهية التي لا تدرك". فالمسيح الذي صار إنساناً لأجلنا وانحدر إلى الجحيم بموته، " ليبحث عن آدم صورته الذي ضاع كاللؤلؤة الثمينة"، وحين وجده "حمله على منكبيه كالخروف الضال"، يصعد به "لا إلى الأرض ليضلَّ ويموت ثانية، بل إلى السماء التي تنفتح له مجدداً من أجل الابن الذي يُجلسه عن يمين مجد عظمة الآب".

إن صعود المسيح إلى السماء هو صعود آدم إلى الملكوت، "وتجديدٌ لنا على الأرض"، فتصلي الكنيسة في الطقس البيزنطي ممجّدة المسيح : "أيها المسيح الممجد، نزلت نحو الأرضيين وأقمت معك صورة آدم الملقاة في الجحيم، بما أنك إله، وأصعدتها إلى السماوات وأجلستها معك على عرش أبيك بما أنك رحيم ومحب للبشر".

ويتابع مار أفرام السرياني دهشته من صعود المسيح إلى السماء في "أناشيد نصيبن"، تلك التي بدأها في تجسّده، والتي أدهشت بوابو الجحيم عند قيامته وإقامته الإنسان. ويشترك معه هذه المرة في الدهشة الملائكة الذين ما تعوَّدوا أن يروا بشراً في السماء. وتهتف الليتورجيا بلسانهم متسائلة: "مَن هذا القوي؟".. لقد تعوّد الملائكة أن يروا "الترابي" على التراب، على الأرض، فكيف "يعتلي الضعيف عرش الملكوت؟". ويتابعوا تساؤلاتهم بحيرة، وربما بحسرة: "من هذا؟.. ما هذا المنظر؟.. إن المشاهَد هو إنسان!!".. "لماذا هو مخضبّ بالدم؟" .. وحالما يعرفوه أنه المسيح ابن الله يتناغمون هاتفين: "ارفعوا الأبواب ارفعوا.. لأن ملك المجد صعد إلى مجده... هذا هو بالحقيقة ملك المجد"...

تشاهد الليتورجيا المارونية في صعود المسيح إلى السماء تناغماً بين البشر والملائكة فتقول: أيها القدير، يا من يعليه السماويون والأرضيون رباً.."، وتؤكد أن صعود يسوع هو إتمام لرؤى الأنبياء فتهتف إليه: "هذا قال عنك: صعد الله بالمجد، الرب بصوت البوق! وذاك رآك سيداً جالساً على عرشٍ عالٍ، والملائكة يطيرون الواحد إلى الآخر هاتفين: قدّوس قدّوس قدّوس هو الرب إله الجنود! وآخر من ذا الآتي من آدوم وثيابه مخضبة بالدم؟ وآخر رآك فوق مناكب الكروبين، وآخر على أجنحة الروح. واحدٌ رآك قائماً من الموت، وآخر بشَّر بك رباً عزيزاً جباراً. واحدٌ أشار إليك آتياً على سحاب السماء، وآخر رآك صاعداً إلى العلى سابياً السبي ومعطياً الناس عطايا. وآخر يشدوك: " قال الرب لسيدي: أجلس عن يميني، حتى أجعل أعداءك موطئاً لقدميك".

الروح القدس يدشن حضور المسيح الجديد

لقد وفّقت الكنيسة بين قول يسوع بعد قيامته لتلاميذه: "هاءنذا معكم كلَّ الأيام حتى انقضاء الدهر"، وبين غيابه وصعوده إلى السماء، بتجاوبها مع طريقة حضوره الجديد، وذلك باستقبالها المنفتح للروح القدس عطية القيامة. فالكنيسة، وهي "جسد المسيح السري"، كما يقول بولس الرسول، هي أيضاً علامة حضوره الجديد، وذلك بطرقتين: فيها، ومن خلالها. المسيح حيٌّ في الكنيسة من خلال إنجيلها وعباداتها وطقوسها وصلوات أعضاءها، وخصوصاً من خلال أسرارها والافخارستيا بنوع مميّز، تصلي الليتورجيا المارونية في ذلك فتقول: "ارتفعت عنّا أيها المسيح ولم تغادرنا، بل بقيت معنا في سرِّ محبتك العظيم، ووعدت أن تكون معنا إلى منتهى الدهر. هب لنا أن نتنعَّم بحضرتك السرّية، بعين الإيمان لا بعين الجسد، إلى أن نلقاك وجهاً لوجه في السماء، حيث أنت جالسٌ عن يمين الآب، فنسبحك ونمجدك إلى الأبد".

المسيح حيٌّ من خلال شهادة الكنيسة له، في كرازتها وخَدَمَاتها وأعمال البر والعدل والسلام، وكأن المسيحي يُحي المسيح ويجعله حاضراً من خلال شهادة حياته، فكلما أصغى للروح القدس عمّم حضور الرب الجديد لكل إنسان، هذا هو معنى تعدّد الألسنة يوم العنصرة، تصلي الليتورجيا البيزنطية فتقول: "يا رب، لما أرسلت روحك إلى الرسل.. ذهلوا مندهشين.. وتكلّموا بألسنٍ أخرى، حسبما وهبهم الروح..، مصطادين الأمم إلى الإيمان".

تُبارك الكنيسةُ المسيحَ على هذا الحضور الجديد فتهتف: "مبارك أنت أيها المسيح إلهنا، الذي أظهر الصيادين جزيلي الحكمة، وأنزل عليهم الروح القدس، وبهم اصطاد المسكونة. يا محب البشر المجد لك".

بالروح القدس استطاع التلاميذ فهم سرّ المسيح، الذي لم يشأ عند تجليه أن يبقى في اعتلان لاهوته، لكي يمنح نواة كنيسته، بطرس ويعقوب ويوحنا، الاندماج بالواقع الصليب من جهة، ومن جهة أخرى، لكي يُحمِّلهم مسؤولية الشهادة له وخدمة تأليه مُبشَّريهم به، تقول الليتورجيا البيزنطية في ذلك: "تجليت أيها المسيح الإله على الجبل. وبقدر ما استطاع تلاميذك شاهدو مجدك. لكي يفهموا، إذا ما رأوك مصلوباً أنك تتألم باختيارك. ويكرزوا للعالم أنك أنت حقاً ضياء الآب".

إن الروح القدس يمنح الفهم لسرّ المسيح، فالتلاميذ، ونحن من بعدهم، نفهم سر تألهنا الذي تحقق في حدث المسيح الذي "أظهر في ذاته أن الجوهر البشري يستطيع استرداد جمال الصورة الأول".

المسيح يصعد إلى السماء في الزمن ليعود منها في نهاية الزمن

إن إيمان الكنيسة بالمجيء الثاني للمسيح مستندٌ على كلام المخلص نفسه، وعلى قول الشاهدَين على صعوده وقد مثلا للتلاميذ بثيابٍ بيضاء: "إن يسوع، هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتي هكذا كما عاينتموه منطلقاً إلى السماء". وبذلك لا تنفكُّ الكنيسة تترقب مجيء الرب المجيد. فالأيقونوغرافيا البيزنطية تجعل من المسيح الصاعد إلى السماء "ابن البشر" الذي تحدّث عنه الأنبياء، راكباً على سحاب السماء. فهو سيعود كما صعد، وبعودته يحقق عدل الله ودينونته .

الليتورجيا الأرمنية، حين كانت قديماً تحتفل لصعود المسيح إلى السماء في عيد القيامة، كانت تقيم في مساء العيد رتبة الترقب والانتظار. فبعد أن يصلّي المؤمنون الصلوات الخاصة بصعود المسيح إلى السماء، يتابعون سهرهم "في الصلاة والاستماع إلى النبوءات، ثم يسرج ثلاثة فتيان شموعاً ثمانية إشارة إلى اليوم الثامن رمز الأبدية ومجيء المسيح الثاني في مجده، وينتظرونه عند باب الكنيسة".

ونشاهد مجيء المسيح الثاني أيضاً في الليتورجيا الكلدانية في عودة إيليا. "فبعد انقضاء الأزمنة يرسل الله إيليا النبي ليخزي ابن الهلاك بغيرته المتوقدة، وتظهر علامة الصليب في السماء، وهي علامة ابن الله. وبعد اندحار ابن الهلاك، يظهر العروس السماوي من السموات، فيقيم الجميع من التراب، ويصعد الصالحين إلى الأعالي، ويزجُّ الأشرار في نار جهنّم. وتكون النهاية في تقديس الكنيسة، عروس المسيح، ممجدةً عريسها، فيأخذها معه ويصعدها إلى السماء، ويجلسها عن يمينه ويُمّتعها برؤياه، وينيرها بضياء وجهه، وتسبحه مثلما سبحته هنا في الكنيسة الأرضية ". أما الليتورجيا المارونية فتشاهد في صعود المسيح إلى السماء تحقيقاً لوعده لتلاميذه بأنه سيُعدّ لهم ولنا مكاناً عند أبيه :

قد غبت في وهج الضياء

يا ضياء من ضياء

في بيت الآب للرسل

هيأت عرش السماء

وجهك عنّا غاب

كيف نبلغ الآب؟

خاتمة

الكنيسة حية برأسها الحي وبروحها المحيي، ولا تعبر عن حياتها إلا بانسجام تأملها مع عملها، صلاتها مع خدمتها، أعيادها مع انفتاحاتها لحضارات الزمان والمكان، إلى أن نبلغ العيد الأبدي حيث الدعوة الكبرى في الملء بتلاشي التاريخ والكون.. ويستمر العيد أنشودة متواصلة، إنه دهر الداهرين.

http://iframalsiriani.jeeran.com/

http://soffanieh.blogspot.com/

* "قتله الموت فقتل الموت" بقلم: ريتا جحا


"قتله الموت فقتل الموت"

بقلم: ريتا جحا

لم يزل في لاهوت الصليب الحل والجواب لمعضلة الشقاء والألم في الحياة الإنسانية لأن اللاهوت المنطلق من اختبار الألم والعذاب الإنساني "ليس قائماً على الحدود بل في قلب الوجود البشري وعمقه".. وما نختبره من ألم ينبع مما نحن فيه من حالٍ غير مكتملة يجعلنا ندرك ولو ضمناً وجود الكامل والتام (الله), فنتوق بكل ما فينا للخلاص من هذا الواقع، وكأننا معدون مسبقاً للخلاص, حيث أنه "بالتدقيق نختبر في شقائنا عظمتنا" (باسكال).. فتلتقي بهذا مسألة الله مع الخلاص, و يأتي الجواب المسيحي من خلال يسوع المسيح (صليب المسيح) كمكانٍ تطرح فيه مسألة الله في وجه الشر والألم بشكلٍ ملموس.

فالصليب ليس شيئاً ثانوياً مضافاً لتجسد المسيح وحياته على الأرض بل هو غاية هذا التجسد, فالأناجيل بحسب (كالر)هي "روايات الآلام مع مداخل مفصلة".

ومن خلال لاهوت الصليب والفهم العميق لما في الصليب من فعل تسليم الابن لذاته للآب وللكثيرين ينطلق الفكر المسيحاني الكريستولوجي وتظهر بقوة مسيحانية التلاشي (لاشى ذاته) التي أظهرها بولس في نشيده الكريستولوجي في فيليبي 2: 6-11

"هو القائم في صورة الله

لم يعتدّ مساواته حالةً مُختلسة

بل لاشى ذاته آخذاً صورة عبد

صائراً شبيهاً بالبشر

فوجد كإنسان في الهيئة

ووضع نفسه و صار طائعاً حتى الموت

موت الصليب".

لقد أكمل الآباء هذا الفهم المسيحاني القائم على افتقار الله وعطائه غير المحدود في تخليه ومشاركته لألم الإنسان حتى الموت فيقول إغناطيوس الانطاكي: "غير الزمني, وغير المرئي الذي صار مرئياً لنا, و غير المدرك, و غير المتألم الذي صار قابلاً للألم لأجلنا".

إن مسألة ألم الله شغلت فكر الآباء وكان الحل عند اوريجانوس نابعٌ من أعمق ما في طبيعة الله وهي حريته في المحبة "تألم أولاً ثم نزل, وما هو الذي تألم منه لأجلنا,

ما هو ألمه؟ المحبة هي الألم"!..

ولكن هل تألّم الله وعجزه, هما تعبير عن النقص, كما الكائنات المحدودة؟

الأكيد أن الله عندما يتألم, يتألم بطريقته الإلهية أي أنه بحريته يرضى أن يناله الألم, وألمه ليس نقصاً كما الكائنات الأخرى بل هو فيضٌ من محبةٍ تحب بحرية ومن حرية بالمحبة.

وتألم الله بمحبته الطوعية يلغي عجزنا أمام الألم ويحررنا من هذا الواقع القدري للألم, لا بإلغاء الألم بل بتحويله من الداخل وإعطائه معنى خلاصي يغمره الرجاء .

لأنه، مع المسيح بولوجه الموت والعذاب دون أن يهلك, بل بغلبته الموت؛ أنقذنا من موتنا, فهو تألم مع الإنسان من أجل قيامة الإنسان, ومن مسيحانية التلاشي إلى مسيحانية التعظيم والتمجيد الفصحية, فننشد مع اغسطينوس نشيد الصليب "قتله الموت فقتل الموت"

http://iframalsiriani.jeeran.com/

http://soffanieh.blogspot.com/

الخميس، 13 مايو 2010

الأطفال يشهدون لكنيسة المسيح الحَقة وليس للهرطقات ؟!!


- من هو الذي يظهر في الصوفانية؟

-في منتدى البدع والهرطقات

الموجود في منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسية.

هذا الموضوع موجود في:


http://vb.orthodoxonline.org/threads/8002-من-هو-الذي-يظهر-في-الصوفانية؟?goto=newpost

* الأطفال يشهدون لكنيسة المسيح الحَقة وليس للهرطقات ؟!!

1 - موضوع الأطفال الذي طرح يَدحض نفسه إذ لا مُقاربة بينه وبين الأساس الذي في الإنجيل؟

2 - أرادوا حشداً بشريا يبرهون فيه من خلال الكم على صحة ظاهرتهم الضلالية؟

3 - نعاود الحديث لأننا نفترض بأن كل من سلك في الضلال لا بد أن يعود إلى السبل القويمة .

4 – أليس بالأحرى أن تدفعوا هؤلاء الرجال المراهقين إلى أن يصنعوا أعمالا حميدة ترضي الرب؟

5 - ليس إلى مثلكم وإلى مثل هؤلاء يشهد الأطفال؟

6 - كنيسة الله؛ كنيسة قائمة؛ أقامها له المجد الذي سيأتي بمجد عظيم ليدين؟

("طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه! لأني أقول لكم: أن أنبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا" لوقا: 10 – 23 – 24 )

كان آخر رد من أخ بول (على موضوع من هو الذي يظهر في الصوفانية؟) بتاريخ 7 /12 / 2009 – لم نستطع الرد عليه لانشغالنا بأمور معاشية طاغية نرتزق منها لم يسنح لنا إرجاءها لأننا قوم بسطاء.

وبما أن موضوع (الأطفال) الذي طرحه لا يحتاج إلى رد، فهو يدحض نفسه؟ إذ لا مقاربة بينه وبين ألأساس الذي في الإنجيل المقدس، لكن التطرق إليه ربما يشفي غليله، ويمنع كيده، وربما منعه من الادعاء بقصورنا وضعفنا، مع اعتقادنا الجازم بأن كل عطية صالحة هي من عند أبي الأنوار، أما أملنا فهو إزالة الغشاوة عن عينيه، وأن يكون الرد أيضا بابا نرجو من الله القدير أن يهديه إليه ليعبر منه إلى الإيمان القويم.

وهذا التاريخ "رد الأخ بول" يقارب زمن الحشد(بدء دعوتهم) الذي يدعيه أصحاب بدعة الصوفانية، ويقيمون له احتفالا، فيدعون الناس إليه ويقيمون الولائم، ولكن بما أن الأمور التي يدعونها قد تكشف زيفها،( وقد ساهم في ذلك إلى حد بعيد موقع منتديات الشبيبة الأورثوذكسية عندما أفرد بابا للرد على هرطقة دعاة الصوفانية)، وقلّ عدد زبائنهم، عمد هؤلاء إلى زيارة القرى والمدن الصغيرة في سوريا ولبنان، يصورون احتفالاتهم الصغيرة الضحلة فيها وينشرونها مضخمة في المواقع التي تخصهم وهي كثيرة، وذلك ليقيمون حشدا في موعد احتفالاتهم المزمع يبرهون من خلاله أن في الكم البشري الذي سيتواجد الدليل الأكيد على صحة ظاهرتهم، إلا أن هذا لم يحدث فاستعاضوا عنه بالأطفال فأتوا ببعض الأطفال زمن البرد القارس، إلى الصوفانية وطفقوا يبرهنون: ومنهم الأخ بول؛ أن مجيء الأطفال هذا الذي صنعوه، وهم (أي الأطفال) بما يتمتعون من براءة ونقاء قلب، تحدث عنها السيد له المجد برهانا ساطعا على صحة دعواهم لأن الأطفال شهدوا؟!

أخ بول مع كل احترام نعاود الحديث معك لأننا نفترض بأن كل إنسان سلك في الضلال لا بد أن يعود إلى السبل القويمة، لكن مفارقة لا بد أنك مدركها بين ما نتحدث عنه الذي هو الحق وبين الباطل الذي تتحدث أنت به، فبينما نحن نتحدث عن الحق في العالم الذي هو كنيسة الله، تتحدث أنت عن الهرطقات، وهكذا قد تظن إن نحن أحسنا الظن بك بأن ما تعمل له وهو الباطل هو عين الصواب، وهو خطأ، لذا فلا يمكن إذ أغلق عليك أن تبصر النور وتتعرف على الحقيقة، لذا عليك التوبة والصلاة كي يتكشف لك الزيف من الباطل؟!.

(فلما رأى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع، والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: "أوصنا لابن داود" غضبوا وقالوا له: "أتسمع ما يقول هؤلاء؟" فقال لهم يسوع "نعم! أما قرأتم قط: من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحا؟" متى – 21 -15 – 16).

(أما يسوع فقال:"دعوا الأولاد يأتون إلىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات" فوضع يده عليهم ومضى من هناك . متى – 19 –14 – 15 ).

فمثلكم هنا يا أخ بول مثل المدن التي وبخها يسوع إذ صنع فيها أكثر قواته ولم تتب: ("ويل لكِ يا كورزين ويل لكِ يا بيت صيدا؛.. ولكن أقول لكم: إن أرض سدوم تكون لها حالة أكثر احتمالا يوم الدين مما لكِ" متى – 11 – 20 – 24)

(في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: "أحمدك أيها الآب. رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك" والتفت إلى تلاميذه وقال: " كل شيء قد دفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب، ولا من هو الآب إلا الإبن، ومن أراد الإبن أن يُعلِن له" لوقا – 10 – 21 – 22 ).

ربما يا أخ بول قد أرهقتك في إيراد ما كتب عن أطفال الملكوت وقد شهدوا للمسيح، أما علمت أن الكنيسة هي جسد المسيح على الأرض وأيضا ملكوت الله على الأرض التي ادعيت انقسامها وتناثر أشلائها والسيد له المجد هو من أعلن بأنها واحدة بناها على صخرة الإيمان به؟! ولكن إلى متى تضعون أنفسكم بوقاحة بدل المسيح وتخلطون الأمور وتهومون بما لكم من مقدرات على عقول الناس؟، أما سألت نفسك عن أي أطفال تتحدث؟ لتفيض بحديث من صنع هواك؟!

أخ بول: بين الآونة والأخرى يخرج من باب بيت الصوفانية (كما سميتموه) في ساعة متأخرة من الليل بعض أشباه الرجال في همروجة مع بعض النسوة المطلقات والمهجورات والعوانس (المعروفات) من الناس ممن يؤثرن التكسب والتستر على بعضهن، ثم يستقلون سياراتهم وينطلقون،(أهكذا هي البشارة)؟ أليس بالأحرى بكم أن تسعوا إلى تزويجهم كي تنفك عقدهم التي من خلالها يقودهم الشيطان؛ وعندما سألنا عن هؤلاء المراهقين؟ قيل: أنهم من أصول وضيعة ونفوس وضيعة ويقيمون في جرمانا والطبالة (دمشق) وبعض المناطق الأخرى يوجههم المرشدون الروحيون لدعاة الصوفانية؟، حيث في عهدة هؤلاء بعض الأطفال وأيتام وأصحاب حاجات، بالإضافة أنهم يسيطرون على مجمل النشاطات الشبابية وبما أن ما في أيدي هؤلاء من مقدرات ما ليس لغيرهم، امتلكوا حق التصرف بها لأسباب متعددة لا مجال لذكرها ومنها التصرف بالمقدرات الكنسية الكاثوليكية، لذا امتلكوا حظوة لا يمتلكها غيرهم، لكن أليس بالأحرى بكم أن تدفعوا هؤلاء إلى أن يصنعوا أعمالا حميدة ترضي الرب؟، أن يخدموا الرعايا الفقراء وأبنائهم في الإطعام والتعليم والصحة ليصلوا بهم إلى بر الأمان إلى مجد كنيسة الله بدل استجرارهم بسبب عوزهم إلى مسالك الخرافات والشعوذة وتأسيس الهرطقات خدمة لمن يساندهم ويمولهم،

إن هؤلاء وأمثالهم وعبر مراكزهم في القرى والمدن الصغيرة باتوا يؤلفون رابطة مصلحية متماسكة لا يستهان بها، فهم يبذخون بما يقتطعوه لأنفسهم من أموال، لذا فليس من المستغرب أن يأتوا بلا رحمة بالأطفال في البرد أو في قيظ الصيف مكبلين بعوزهم وعوز آبائهم وبالأكاذيب إلى المكان الذي جعلوه معبدهم حيث يسكن الشيطان، الذي فيه يأتمرون ويؤلفون الحكايا الشيطانية ويخططون لهدم كنيسة الرب، إذن ليس بهؤلاء الأطفال الذين نخجل منهم نحن؟! لأننا لم نتمكن من إنقاذهم ممن يقودهم من معلمين كذبة ورعاة، تقيم دليلا يا أخ بول؟! على صحة ما يتصرف به دعاة الصوفانية، وليس إلى مثلكم وإلى مثل هؤلاء يشهد الأطفال: بل إلى كنيسة الله وهي كنيسة قائمة وأبواب الجحيم لن تقوى عليها؛ أقامها له المجد الذي سيأتي بمجد عظيم ليدين.

والمجد لله دائما

soffani

http://iframalsiriani.jeeran.com/

http://soffanieh.blogspot.com/